قصّة وعبـــرة
قصّة وعبـــرة ،، ومن لا يحبُّ القصص ؟ ابتسام جميل
^‘’^‘’^‘’^‘’^‘’^‘’^‘’^‘’^‘’^‘’^‘’^‘’^‘’^‘’^
لم يستطع الصديق أن يمنع لسانه من إطلاق قذائفة على صاحبه الذي أغضبه ،
كان كلامه حادّاً وقاسياً ! وعاد كل من الصديقين إلى داره ،
الغاضب هدأ ،، والمغضوب عليه حزين لا يصدّق كلمات صديقه القاسية الملتهبة !
وبعدما عاد الغاضب لرشده ، ندم وتألم ! وضاقت عليه الدنيا بما رحبت.
وقال : ليت الكلمات تعود مرة أخرى إلى جوف المرء منا ! وتمنى ذلك في ألم !،،
وقرر أن يعتذر لصديقه ، فذهب إليه معتذراً طالباً العفو والغفران !
وقبل الصديق اعتذاره .. وغفر له قسوة كلامه وعباراته الجارحة !
لكنّه لم يسامح نفسه ،، وشعر بتأنيب الضمير ،
وأن هناك شيء انكسر في علاقته مع صديقه !
وأراد تمزيق تلك الصفحة المؤلمة من علاقتهما !
فذهب إلى رجل حكيم طالباً منه المشورة والرأس السّديد ..
فقال الحكيم : طاوعني فيما أطلب ولك مني النصيحة الصادقة ..
وطلب الحكيم قائلاً : خذ هذا الكيس الصّغير، إنّ به عشرين ريشة من ريش الدجاج،
ضع أمام كل بيت من بيوت حارتنا واحدة ، ثم عد إليّ بالريش مرة أخرى!
فذهب صاحبنا وفعل ما طلبه منه الحكيم ،، لكنه عاد بالكيس فارغاً !
فالريش قد طيّرتها الرياح بعيداً ولم يتمكّن من جمعها مرة أخرى بعد توزيعها !
هنا ابتسم الحكيم قائلاً : و كلامنا كالريش ، يخرج منا ويطير أبعد مما كنا نظن ،
ولا نستطيع إرجاعه أوالسيطرة عليه ما دام قد فارق شفاهنا .
^‘’^‘’^‘’^‘’^‘’^‘’^‘’^‘’^‘’^‘’^‘’^‘’^‘’^‘’^‘’^‘’^ ‘’^‘’^‘’^‘’^‘’^‘’^‘’^
سهلٌ جدّاً أن ننثر الريش هنا وهناك ،
كما أنه سهل كذلك أن نتفوّه بالكلمات والعبارات القاسية،
لكننا إذا أحببنا أن نعيد أي منهما مرة ثانية فالأمر ليس بالسّهل أو اليسير !
وإذا أحببنا امتلاك أفئدة الناس ، يجب أن نمرّن أنفسنا على ضبط النفس،
وعلى التّحكم في المشاعر والأحاسيس المختلفة ! ابتسام جميل