حكايات طبيب (1)
من امتع القصص والحكايات تلك التى يرويها الطبيب والمحامى لما فيها من بعد انسانى وبوح بما يجول بالنفس البشريه الغريبه والعجيبه ..ومن اخص التخصصات الطبيه التى تروى اسرار النفس البشريه وعجائب القدره الالهيه هو تخصص الامراض النفسيه وتخصص التوليد وامراض النساء لما يحمله من الجوانب الاجتماعيه للنساء ...
وعلى العموم بكونى طبيب مغرم بالحكايات والرويات الادبيه ..ومن اجمل وامتع السير التى قراتها هى مذكرات طبيب نساء وتوليد وهى للدكتور نجيب محفوظ باشا وطبعا هو غير الاديب نجيب محفوظ ..وهو من اوائل الاطباء الشبان فى مصر الذين تخصصوا فى هذا المجال وكان من قبل الاطباء الانجليز هم المتخصون بهذا ..وبرع نجيب محفوظ فى مهنته وكان من اوائل اعلام المهنه ..والكتاب يعتبر سيره ذاتيه له ويقص الحكايات الغريبه التى مرت به فى تخصصه هذا ..
وتخصص امراض النساء والتوليد تخصص متوازن بين الجراحات المحددوه وممارسه الطب الباطنى ولكنه يحمل الاعصاب المشدوده والانفاس المحبوسه والنظرات الزائغه الى السماء تنتظر رحمه الله فى حل المواقف العصيبه ...بين عسر توليد وبين نزيف يسيل ..رغما ان الجميع ينظرون الى طبيب النساء نظره الشك قبل اليقين ونظره الفسق قبل الايمان ..لما كان تعامله مع الجنس اللطيف ؟؟..ولكن القريب منه يعلم انه يحمل الهم والخوف لما سوف تحمله الاقدار فى مقدرات المرضى من النساء ..فكل مكالمه تليفون تحمل طارئ الله اعلم بما سيكون به ..
ومره اخرى حتى لانطيل على الساده الحضور سوف نقصص بعض القصص التى وردت فى كتاب نجيب باشا محفوظ .....
سرير خمسه ونصف ....
طبعا الاسم غريب شويه لكن معلش هتعرف ليه الاسم كده ...
فى الثلاثنيات من القرن الماضى ..وكان د. نجيب اصبح متخصصا فى امراض النساء وكان يجيد عمليه اصلاح الناسور بانواعه (الناسور هو مجرى بين تجويفين ناسور شرجى مهبلى يعنى ان هناك مجرى بين تجويف المهبل وبين تجويف الشرج وهذا يعنى ان البراز يمكن ان ياتى من تجويف المهبل ويسبب التهابات شديده ورائحه كريهه باستمرار ومضاعفات اخرى ) وكان نجيب على اهبه اجازه الى الخارج الى لندره (لندن ) واستدعى لقدوم مريضه فى حاله يرثى لها من ضعف عام وتسمم بالدم وبعد الفحص والتدقيق وجود انها قد اجرت عمليتين اصلاح ناسور شرجى مهبلى وناسور اخر بين المثانه البوليه والمهبل ..وللاسف قد اصيبت بتلوث شديد موضع العمليتين ..واضطر الطبيب الشاب لنزع الغرز السابقه بصعوبه شديده ..حتى قد اصيب بشكه من المشرط واصابته الحمى عده ايام ..ولم تجد الممرضه مكان خالى للمريضه فوضعت المريضه بسرير اضافى بين السرير رقم 5 وسرير رقم 6 وهكذا اطلق على سريرها سرير خمسه ونصف ..
وبعد عده اسابيع من العلاج وتحسن ملحوظ فى حاله المريضه تم اجراء عمليتى الاصلاح والتى تمت بفضل الله بنجاح باهر ..واثناء اقامه المريضه المذكوره تعرف عليها الجميع انها كانت احدى فتيات المجتمع المستهتر والتى ترافق البكوات والباشوات فى حفلاتهم وفى مرقدهم !! وكانت سيرتها قد فاحت بكل رذيله وبكل قبيحه ..وسرعان ما انتهت الى الاصابه بالامراض السريه التى اودت بها بما الت اليه..وضاعت الاموال وذهب الجمال والدلال ..واقبلت الحسرات واهات الامراض والفقر والعوذ وبعد ان كانت تختار ملبسها بلون قبعتها وسياره مرافقها اصبح يحتار فى ايجاد سرير فى مستشفى عام تفوح منها الرائحه الكريهه بدلا من البرفانات الاخاذه ..وهكذا كان حالها
وتم الشفاء وذهبت المريضه بعد كثير الامتنان للطبيب الشاب بعد قاسمها اليمين ان لاتعود الى ما كانت عليه
وكان الطبيب الشاب على احد ارصفه محطه القطارات ومع زوجته الشابه فى انتظار وصول القطار ...واذ بشابه تلبس الخمار واليشمك التى يغطى وجها تنكب على يديه وتقبلها واستغرب الحاضرين وانزعجت الزوجه الشابه واذ الشابه تلفت اليه وتقول له حضرتك مش فاكرنى انا سرير خمسه ونصف ...وقد اكرمنى الله بعد توبتى على يديك وعملت خادمه عنداحد الباشوات واحسنت معامله بناته الصغار حتى تعلقوا بى اشد التعلق وطلبوا من والداهم الزواج منى وقد عوضنى الله بكل ما فقده بحلال المال ومتعه الثراء والزواج من احد وجهاء المجتمع واعتذرت للزوجه الشابه من فرط الانفعال وتقبيل يد الزوج الطبيب ...
ومع لقاء فى قصه اخرى
تقبلوا ودى واحترامى