العدو الأول: عدم التعبير عن المشاعر!
ويمكن تلخيص بعض أهم مظاهر وآثار هذا العدو الخفي (عدم التعبير عن المشاعر) على الزوجين وعلى الأسرة في نقاط:
1- الخجل من المصارحة:
فلربما عاشت الزوجة عمرها كله مع زوجها وهي لا تستطيع أن تصارحه بأمر يضايقها من جهته! وقد يكون الزوج جاهلاً بهذا الخُلق الذي يضايق زوجته، أو ربما يظنه أمرًا عاديًّا في حياتهما طالما أنها لم تُنبِّه عليه،وتظن الزوجة نفسها صابرة!
إن هذا الكبت يشكل ضغطاً نفسيًّا سواء على الزوجة أو على الزوج، الأمر الذي ينعكس سلبًا على رصيد الحب بينهما، أو يقلل حظوظه وفرصه في حياتهما!
2- السكوت عند الخطأ أو الريبة!
ولو أنه سكوت في تغافل لكان حسنًا! لكنه سكوت من (أجل أرشفة الأخطاء)، ومن ثَمَّ نثرها في لحظة غضب نفد عنده الصبر! أو أنه سكوت تؤزّه الأنفة أو الاستحياء، فلو تمت بينهما مصارحة بهدوء لربما زال الهمّ وارتفع اللّبس.
أما التعبير عن المشاعر بين أفراد الأسرة عمومًا، وبين الزوجين خصوصًا، فيعمّق معنى الحب ويزيده ترابطًا بين أفراد الأسرة، وإضافة إلى ذلك فإن هذا الحوار يزيد من:
- تنمية الملكة اللغوية عند أفراد الأسرة.
- الإشباع الغريزي والعاطفي بين أفراد الأسرة.
- الشعور بالأمان النفسي، والثقة بين الزوجين والأبناء.
- المساعدة على احتواء المشاكل الأسرية من أن تخرج خارج أسوار البيت.
- زيادة التقارب والفهم بين الزوجين.
- إتاحة مجال للتفكير بعيداً عن أي ضغوط نفسية.
- المعاونة على اتخاذ القرار الصحيح.
- التخفيف من تراكمات الأحداث والمشاكل.
العدو الثاني: التجاهل والنسيان.
التجاهل والنسيان عدو خفي يتسلل إلى الحياة الزوجية في مظاهر متكررة قد لا يتنبه لها الزوجان، حتى إنه ليصنع من الأشياء الحقيرة مشكلة عظيمة! ولا أعني هنا مطلق التجاهل والنسيان، بل أعنيه في جانب الأشياء الجميلة في الحياة الزوجية! وإلّا فإن تجاهل الأخطاء والهفوات، ونسيان الخلافات في الحياة الزوجية من أنجح وسائل الاستقرار بين الزوجين في حياتهما.
· بعض مظاهر التجاهل والنسيان:
- تجاهل الزوجة لزوجها أمام أهلها أو أهله: وكأن عواطف الزوجية ومشاعرها لا تكون إلّا بين جدران البيت بل في أضيق من ذلك! إن الزوج حين يشعر من زوجته أنها تقدّره أمام أهله أو أهلها، فإن ذلك يزيد من رصيد الحب بينهما.
- عدم الاهتمام بالوعود والمواعيد بين الزوجين: فإن كسل الزوجة وتثاقلها، وعدم احترامها لمواعيد زوجها، ربما يزيد من تناقص رصيد الحب بينهما!
- عدم تفعيل جانب الاستشارة بين الزوجين: فالزوجة تستقل أحيانًا باتخاذ قراراتها، والزوج كذلك. ربما الأمر يعود إلى اعتداد أحدهما برأيه وتجاهل الآخر! إن الحياة الزوجية بقدر ما يمتعها التجديد ونفض الرتابة، فإنه يزيد من بهاء متعتها التمتع بمخزون الذكريات الجميلة وتذكرها، والتفاعل العاطفي والمشاركة، وعدم التهميش والتجاهل!